معركة لوس أنجليس بين جيمس ولينارد تُطلِق الموسم
يستهل فريقا مدينة لوس أنجليس ليكرز بقيادة نجمه ليبرون جيمس، وكليبيرز بقيادة نجمه الجديد كاوهي لينارد بطل الموسم الماضي مع تورونتو رابتورز، معركة الموسم الجديد لدوري كرة السلة الأميركي للمحترفين الذي ينطلق الثلاثاء.
غابت المدينة الواقعة في غرب الولايات المتحدة عن الألقاب منذ نحو عشرة أعوام، وتحديداً عندما رفع ليكرز كأس عام 2010، لكن مدينة ولاية كاليفورنيا سينظر إليها مجدداً في 2019-2020 على أنها عاصمة لكرة السلة في العالم، في ظل المنافسة المرتقبة بين فريقين معززين بالنجوم.
عزز ليكرز، الطامح لاستعادة مكانته التاريخية كثاني أعظم أندية الدوري من ناحية الألقاب بعد بوسطن سلتيكس، صفوفه بعد موسم مخيب للآمال شهد غيابه عن الأدوار الاقصائية “بلاي أوف”.
وضم الفريق الأصفر إلى صفوفه الموهوب أنطوني ديفيس من نيو أورليانز بيليكانز، حيث يؤمل في أن يؤدي دوراً مهما بجانب “الملك” جيمس في إعادة الفريق إلى القمة.
لكن القطب الثاني للمدينة لم يقف مكتوف اليدين، وعزز صفوفه بأحد أبرز لاعبي الموسم الماضي. وأعاد كليبيرز لينارد (28 عاماً) إلى مسقطه، بعدما قاد تورونتو رابتورز الكندي في الموسم الماضي الى إحراز اللقب للمرة الأولى، على حساب حامله غولدن ستايت ووريرز.
ولم يكتفِ كليبيرز الذي لم يسبق له بلوغ نهائي المنطقة الغربية حتى، بضم أفضل لاعب في نهائي 2019 لأربعة أعوام بعقد تصل قيمته إلى 142 مليون دولار، بل تعاقد أيضاً مع لاعب من الطراز الرفيع هو بول جورج، إبن كاليفورنيا أيضاً، آتيا من أوكلاهوما سيتي ثاندر.
ومن المتوقع أن يشكل لينارد وجورج ثنائيا قويا، علماً بأن الأخير يتوقع أن يغيب حتى الشهر المقبل مع تعافيه من عمليتين جراحيتين في الكتفين، اضطرتاه للغياب عن تحضيرات فريقه للموسم الجديد.
وبهاتين الصفقتين، جعل كليبيرز من نفسه أحد أبرز المرشحين للقب وكسر هيمنة ووريرز في المنطقة الغربية حيث توج بطلا لها في المواسم الخمسة الماضية، في طريقه للتتويج بلقب الدوري ثلاث مرات.
وسيشكل انطلاق الدوري بمباراة بات يطلق عليها اسم “معركة لوس أنجليس” بين قطبيها في قاعتها الشهيرة “ستايبلس سنتر”، دفعاً كبيراً للموسم الجديد من الدوري، وسط ارتفاع جنوني في أسعار التذاكر وصل إلى حد بيع تلك القريبة من أرضية الملعب بنحو 21 ألف دولار، بحسب التقارير.
وتشهد المباراة الأخرى التي تقام الثلاثاء أيضاً، بدء تورونتو حملة الدفاع عن لقبه باستضافة بيليكانز.
التطلع للأعلى: اللقب
لدى سؤاله خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً، عن الخصومة التاريخية بين ليكرز وكليبيرز، بادر جيمس إلى القول “بالنسبة إلي، لم أفكر بذلك”.
وتابع “لا أحب التركيز على الخصومة. أحب ما يمكننا القيام به مع فريقنا لكرة السلة وما لدينا. لست هنا للسرد أو التكلم كثيراً”.
وشدد جيمس، النجم السابق لكليفلاند كافالييرز، على أن انتقاله الى لوس أنجليس مطلع الموسم الماضي كان من أجل أن “أكون متواجدا في حاضر ليكرز والتطلع لكيفية أن نكون الأفضل قدر الإمكان”.
ويتشارك ديفيس الآراء مع صديقه جيمس، مشددا على أن آمال ليكرز هي أكبر من مجرد التفوق في خصومة داخل المدينة.
وأوضح “لست واثقاً مما يفكر به كليبيرز (…) ولكني أعرف ما يفكر به ليكرز، وهو أن نلعب كرة سلة”، مضيفاً “من الواضح أن لديهم فريق رائع، ولكننا ندرك أن الأمور هي أكبر من مجرد خصومة”.
واعتبر أن التفوق على كليبيرز في لوس أنجليس “لا يعني الفوز بلقب البطولة. بالنسبة لنا الهدف هو الفوز ببطولة هذا العام”.
لاعبان أكبر من فريقين؟
تحيط بكل من جيمس ولينارد هالة كبيرة. الأول الذي يتم في أواخر العام الحالي الخامسة والثلاثين من العمر، هو من أبرز اللاعبين الذين عرفهم الدوري الأميركي منذ الأسطورة مايكل جوردان، كما أنه أبرز من حمل ألوان ليكرز منذ نجمه السابق كوبي براينت. أما لينارد، فبرز بشكل كبير في الموسم الماضي، حيث جعل من تورونتو أحد أبرز الفرق على امتداد الموسم، وصولا الى كسر هيمنة ووريرز ونجومه في النهائي.
ويرجح نقاد أن يكون تنافس جيمس ولينارد أكبر من فريقيهما والمدينة، وأن تصبح من الأهم في تاريخ الدوري. ورأى الصحافي جايسون ويتلوك الذي يقدم برنامجا حواريا عبر قناة “فوكس سبورتس”، “بالنسبة إلي، صراع ماجيك جونسون (ليكرز) ولاري بيرد (بوسطن سلتكس) كان مذهلاً (…) لكن الآن كاوهي لينارد يسعى لإزاحة ليبرون؟ أعتقد أن ذلك يمكن أن يوازي الخصومة السابقة بين ماجيك ولاري”.
وبينما يسعى جميس إلى إعادة ليكرز لموقعه التاريخي مع دخوله المراحل الأخيرة من مسيرته الطويلة، سيواجه طموحات لينارد الكبيرة.
ولعقود طويلة كان ينظر إلى كليبيرز وكأنه “مزحة” عابرة في الدوري المحلي نظراً لطغيان ليكرز، إذ أحرز الأخير 16 لقباً في الدوري وتوج بطلاً للمنطقة الغربية 31 مرة، بينما لا يزال عداد كليبيرز من دون أي رصيد على صعيد الألقاب، ما يضع لينارد أمام مهمة غير مسبوقة.
يقول جورج الذي تردد أنه كان، مثله مثل لينارد، في مدار اهتمامات ليكرز قبل انتقالهما الى الضفة الأخرى للوس أنجليس، إن قدرة كليبيرز على جذب النجوم تعتمد على ذهنية التفوق رغم أنه ليس مرشحاً.
وتابع بشأن خياره “صحيح أن لوس أنجليس تتميز بحياتها الليلية الصاخبة، وكل ما بشأنها براق، لكن هذه المجموعة مجتهدة وجريئة”.
وتابع “هكذا بدأت مسيرتي في إنديانا (بايسرز). بهذه الطريقة نجحت في الدوري. لذا أشعر أني في منزلي”.