قطر تتأهب لوداع مونديال أم الألعاب
يسدل الستار الأحد على بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها الدوحة للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، بعد عشرة أيام من منافسات طبعتها مشاركة نحو ألفي رياضي ورياضية، وتحسن فيها الإقبال الجماهيري بداية من منتصف البطولة التي لاقت إشادة كبرى على الصعيد التنظيمي من الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئيسه.
وتعد البطولة التي امتدت عشرة أيام آخر محطة إعدادية كبيرة لرياضيي ورياضيات “أم الألعاب” قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة المقررة في طوكيو عام 2020، ومحطة أساسية للدولة المضيفة على صعيد استعداداتها لاحتضان كأس العالم في كرة القدم عام 2022.
وحفلت البطولة بسباقات مثيرة ولحظات مشوقة، وشابتها بعض الانتقادات في بدايتها بسبب الظروف المناخية خاصة التي صاحبت ماراثون السيدات الذي انطلق في بداية البطولة، لكن الظروف تبدلت بشكل واضح مع مرور الأيام، لاسيما خلال سباق الماراثون للرجال ليل أمس السبت، والذي شهد تحقيق الاثيوبي ليليسا ديسيزا ذهبية انتظرتها بلاده منذ 18 عاما، في ظروف مناخية وصفت بالجيدة.
وعاد هاجس المنشطات خلال البطولة ليؤرق الاتحاد الدولي برئاسة البريطاني سيباستيان كو. وبينما لم تطوِ ألعاب القوى حتى الآن فضيحة التنشط الروسي الممنهج برعاية الدولة، ظهرت خلال البطولة قضية إيقاف المدرب الأميركي ألبرتو سالازار لمدة أربع سنوات بسبب خرقه قانون المنشطات، ما دفع الاتحاد الى سحب اعتماده من البطولة، وأثار هواجس تنشط رياضيين مشاركين فيها أبرزهم الهولندية سيفان حسن التي فازت بذهبيتي 1500 م و10 آلاف م.
وقالت حسن بعد فوزها بذهبية 1500 م السبت “كان أسبوعاً صعبا والعديد من الأمور تشغل بالي لكنني أحظى بمدير جيد ولقد دعمني أنا أظهر للعالم بأني عداءة نظيفة”.
وشهدت البطولة لحظات هامة أبرزها عندما توج كل من الأميركي كريستيان كولمان والجامايكية شيلي-آن فرايزر-برايس بذهبية سباق 100 م. وهما السباقان اللذان يعدان من الأبرز في كل بطولة عالمية.
وردا على استفسارات وسائل الإعلام بشأن الحضور الجماهيري، أصدرت اللجنة المحلية المنظم بيانا أكدت فيه أنها تبذل جهودا مضاعفة لتأمين إقبال جماهيري أكبر خلال الأيام المتبقية من البطولة.
وبالفعل، تحسن الحضور الجماهيري تدريجياً حتى بلغ الذروة يومي الخميس والجمعة أي خلال عطلة نهاية الأسبوع في قطر، كما بلغ الحماس أوجه خلال خوض البطل المحلي والعالمي معتز برشم منافسات الوثب العالي مساء الجمعة، حيث لقي تشجيعا واسعاً.
وشكر برشم المشجعين بعد تتويجه بقوله عبر المذياع “أنتم أبطال العالم”.
المنافسات تمضي
من جانبه، نحا كو جانباً بقضية سالازار والحضور، وحتى الظروف المناخية خارج إستاد خليفة الدولي حيث أقيمت غالبية المنافسات، في ظروف التكييف التي يتمتع بها أحد الملاعب المضيفة لمونديال 2022.
قلل العداء البريطاني السابق الذي أعيد قبيل انطلاق البطولة، انتخابه رئيسا لولاية ثانية من أربعة أعوام، من تأثير قضية سالازار وضعف الحضور على مسار بطولة العالم.
تجهيزات رائعة وغير مسبوقة
وعن الانتقادات التي رافقت إقامة بعض السباقات الطويلة كالماراتون والمشي وسط حرارة مرتفعة ورطوبة عالية، قال كو “لم أر أبداً أفضل من التجهيزات الطبية التي رأيتها هنا في بطولة عالم أو حتى في إحدى دورات الألعاب الأولمبية. أشك بأننا سنرى تجهيزات مماثلة في طوكيو” التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية في صيف العام 2020.
وأضاف “نعم الحرارة مرتفعة لكن فريقنا الطبي كان جاهزاً. مرة اخرى ما أقوله يأتي من المدربين. الأميركيون على سبيل المثال قالوا لي في ما يتعلق بسباقات المشي، إنهم لم يروا أبدا في احدى البطولات الجهد المبذول لمواجهة الظروف المناخية الصعبة” كما كانت الحال في الدوحة.
ودافع المسؤول البريطاني عن خيار الدوحة، معتبراً أن لها “تاريخاً في ألعاب القوى أكثر من بعض الدول المشاركة هنا في البطولة”.
وتابع “جئت إلى قطر في منتصف التسعينات وكانت ألعاب القوى ضمن المنهج التدريسي. إنها الدولة الوحيدة في العالم التي تخصص يوماً للاحتفال باليوم الرياضي واستضافت إحدى أفضل النسخ من بطولة العالم لألعاب القوى داخل قاعة عام 2010”.
سيطرة الولايات المتحدة
أما على المضمار، فتتصدر الولايات المتحدة الترتيب العام للميداليات مع 11 ذهبية و10 فضيات وأربع برونزيات، بفارق مريح عن كينيا التي أحرزت أربع ذهبيات وفضيتين ومثلهما من البرونز، ثم جامايكا في المركز الثالث مع ثلاث وأربع فضيات وبرونزيتين.
وسجل في البطولة رقمان قياسيان كلاهما من نصيب الولايات المتحدة، وذلك في سباق التتابع المختلط أربع مرات 400 م مع 3:09,34 دقيقة، علماً بأن السباق استحدث في نسخة هذا العام، وللعداءة دليلا محمد في سباق 400 م حواجز مع 52,16 ثانية علما بـأن الرقم القياسي السابق كان في حوزتها أيضا وسجلته في التجارب الأميركية (56,20 ث).
وتقام النسخة المقبلة من بطولة العالم في مدينة يوجين الأميركية عام 2021، على أن تليها نسخة بودابست 2023.