هل يرأس أميركا مسلم؟
يبدو أن طرح سؤال “هل يرأس أميركا مسلم؟” بات مباحا في بلاد العم سام، فبعد وصول باراك حسين أوباما إلى سدة البيت الأبيض، تغرد هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة وأبرز المرشحين لخلافته بـ”نعم” لدى سؤالها عن إمكانية تولي مسلم رئاسة الولايات المتحدة.
وأرفقت المرشحة الديمقراطية للرئاسة تغريدتها (حصلت على أكثر من خمسة آلاف إعادة تغريد وستة آلاف تفضيل) بمقتطف من المادة السادسة من الدستور الأميركي يقول “لا يجوز أبدا اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة”.
ورغم أن كلينتون تحاول استمالة واسترضاء مسلمي أميركا للوقوف بجانبها في المعركة الرئاسية، فإن تأكيد شخصية رفيعة مثلها لهذا الموضوع له دلالات مهمة في وقت تغزو “الإسلاموفوبيا” المجتمع الأميركي.
المسلمون والرئاسة
وفهم من جواب السيدة الأولى السابقة أنه رد غير مباشر على ما قاله المرشح الرئاسي الجمهوري بن كارسون، الذي شكك الأحد الماضي في مدى “توافق الإسلام والدستور الأميركي”.
وكان كارسون -الذي يعتبر من بين الأوفر حظا بين المرشحين الجمهوريين- قال “لا أؤيد تولي مسلم قيادة هذه الأمة.. أنا بالتأكيد لا أوافق على ذلك”.
وكان المرشح دونالد ترامب الذي يتصدر -بفارق كبير عن بقية منافسيه- السباق لنيل بطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري، قد أشعل سجالا الخميس الماضي حول هذا الأمر حين سمح لأحد المشاركين في مهرجان انتخابي أن يقول -دون أن يقاطعه أو أن يتبنى رأيه- إن الولايات المتحدة لديها مشكلة مع “المسلمين”، وأوباما مسلم وليس أميركيا.
وعلقت كلينتون على كلام المرشحين الجمهوريين ترامب وكارسون في حوار تلفزيوني “إن مثل هذه التصريحات قد تشعل النار بشكل يخرج عن نطاق السيطرة”.
وكتبت هما محمود عابدين مساعدة كلينتون في أول تغريدة لها على حسابها في تويتر تقول “يمكن أن تفتخر بأنك أميركي، وبأنك مسلم، وبأنك تخدم هذه الأمة العظيمة”. واستحقت عابدين ثناء من كلينتون على هذه التغريدة.
سجال بتويتر
وكانت لافتة تغريدة المرشح الرئاسي السابق ميت رومني حيث اقتبس الجملة الأولى من أحد بنود الدستور الأميركي الذي لا يقر “بالامتحان الديني للرئاسة.. كل معتقد يضيف للشخصية القومية الأميركية”.
وحفل حساب كلينتون على تويتر (يتابعها نحو 4.3 ملايين شخص) بتعليقات تثني على تغريدتها، وأخرى تهاجم الإسلام وتهاجمها وتصفها “بالكاذبة”، وأن كلامها هذا انتخابي لا أكثر.
وتشير الردود على هذه التغريدة إلى عدم معرفة بعض الأميركيين بالإسلام، فمنهم من وسمه “بالإرهاب” وحمّله وزر ممارسات بعض الجماعات الإسلامية، وآخرون فرقوا بين “الإسلام والإسلام المتطرف”، بينما ذكّر فريق ثالث كلينتون بأنها “من أوائل مهاجمي أوباما بسبب أصوله المسلمة في انتخابات عام 2008″، وأشار مغردون إلى أن “الأميركيين المسلمين مؤهلون لذلك، ولكن هذا لم ولن يحصل”.
ولم تكن تغريدة كلينتون الوحيدة التي تطرقت فيها لموضوع المسلمين، فهي تعاطفت مع أحمد الطالب الأميركي من أصول سودانية حين تم اعتقاله واتهامه بتصنيع قنبلة. وبحسب صحيفة ذي تلغراف البريطانية، فإن الإسلام أصبح مادة خصبة في تصريحات المرشحين المحتملين للرئاسة.