انتقادات تونسية لقرار إعادة نهائي «الأبطال»
لقي قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) إعادة مباراة الإياب للدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، انتقادات واسعة في تونس شملت المشجعين والحكومة ووسائل الإعلام.
وقرر الاتحاد القاري الأربعاء إثر اجتماع طارئ للجنته التنفيذية عقد في باريس، إعادة المباراة التي أقيمت الأسبوع الماضي على الملعب الأولمبي في رادس، وتوقفت بعد اعتراض لاعبي الفريق المغربي على تعطل تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (في أيه آر)، وانسحابهم من الملعب والنتيجة تقدم الفريق التونسي حامل اللقب 1-0 (الذهاب 1-1).
وفي مقاهي حي باب سويقة الذي يعد المعقل التاريخي للترجي المتوج هذا الموسم بلقب الدوري التونسي، أعرب المشجعون عن انتقادهم للقرار الذي يجمد بشكل موقت، إحراز فريقهم لقبه الرابع في المسابقة القارية.
وسارع المشجعون التونسيون منذ الأربعاء لانتقاد القرار لاسيما عبر مواقع التواصل، حيث تداول العديد منهم صوراً لرئيس الاتحاد القاري أحمد أحمد مع مسؤولين مغاربة يتقدمهم الملك محمد السادس، ملمحين أن قرار الاتحاد القاري كان بتأثير سياسي أكثر من خلفيته الرياضية.
وقال المشجع سمير عامري إن الجدل حول المباراة «بدأ بالفار (أي تقنية الفيديو)، ولاحقاً أصبح مسيساً أكثر من المطلوب».
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد من أشد المنتقدين للقرار القاري، إذ وصف في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» ليل الأربعاء الخطوة التي أقدم عليها الاتحاد الأفريقي بـ «المهزلة»، لاسيما الانتقادات التي وجهت إلى السلطات الأمنية التونسية.
وكتب الشاهد «إثر مهزلة الكاف، تحية لقواتنا الأمنية مثال يحتذى به في العالم ومن يشكك في أمن تونس يتحمل مسؤوليته»، مضيفاً «تحية لجمهور الترجي على انضباطه في المباراة الأخيرة»، وأضاف «لن نسلم في حق الترجي وفي حق أي جمعية تونسية (ناد تونسي)».
وأكد الترجي في بيان عزمه على «الطعن في هذا القرار لدى الجهات الدولية المختصة واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن حق الفريق بكل الطرق القانونية»، بينما أشار مصدر في النادي فضل عدم كشف اسمه، أن من الخيارات المطروحة اللجوء إلى محكمة التحكيم الدولي (كاس) التي تتخذ من مدينة لوزان السويسرية مقراً لها.
ولقيت الانتقادات صداها اليوم أيضاً في وسائل الإعلام التونسية، واعتبر موقع «أنباء تونس» (كابيتاليس) أن القرار «يتجاوز الجانب الرياضي إلى ما هو أبعد، وتحديداً الإساءة إلى صورة تونس وإظهار الوضع فيها وكأنه غير مستقر، في حين أن الحقيقة خلاف هذا تماماً».
حتى السفير الفرنسي في تونس دافع عن الوضع الأمني في البلاد، إذ كتب عبر صفحته على موقع فيسبوك «القول إن تونس ليست آمنة هو أمر غير أكيد، سيئ وغير عادل».